البحث العلمي هو الأداة التي بها يتقدم البلد وتنهض الأمة، وهو الوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، كما أنه ضرورة من الضروريات من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة. ولهذا، البحث العلمي أخلاقيات يجب التزامها من أجل تقويم البحوث وتسييرها بالاتجاه الصحيح. فالبحث العلمي إذا لم يكن بالطريقة العلمية الصحيحة، تنحرف بنيته البحثية وتفقد نتائجه قيمتها، ومن ثم لا تتحقق الفائدة المرجوة منه. فالتقدم العلمي في شتى العلوم يحتاج إلى قيم وأخلاقيات، وقد اصطلح أهل العلم على أن لكل علم آدابه وأخلاقه وضوابطه المتعارف عليها والتي لا بد من التزامها. فإذا تجاهل الباحث أخلاقيات البحث العلمي، فسيحيد عن الصفة العلمية لعمله البحثي. فأخلاقيات البحث العلمي تقتضي احترام حقوق الآخرين وآرائهم وكرامتهم.
إن مبادئ أخلاقيات البحث العلمي عامة هي "العمل الإيجابي" و"تجنب الضرر"، وهاتان القيمتان يجب أن تكونا ركيزتين أخلاقيتين في عملية البحث. وهناك ركائز أخرى للسلوك الأخلاقي كالمصداقية والثقة ومراعاة مشاعر الآخرين. وعليه، تتمثل الأخلاق العلمية للباحث بمجموعة المبادئ والواجبات الأخلاقية المتعلقة بنشاط بحثه، فيجب عليه أن يلتزم الواجبات والمسؤوليات التي يتطلبها البحث العلمي كي لا يتعرض هو أو يُعرض عمله للطعن. ويهدف الباحث كذلك إلى الأمانة العلمية في النقل وفي حسن التأويل وفي الدقة المطلوبة انتهاجها. فكلما كان الباحث متحلّياً بالصفات العلمية، فلا شك في أنه سينجح في إنجاز بحثه. فغياب أخلاقيات البحث العلمي أو ضعفها يؤدي إلى عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع؛ لذا شرعت جامعة الفلوجة بإعداد هذا الدليل للباحثين ووضعَت أساسيات أخلاقيات البحث العلمي.